على أرض كنعان
تعلقت أرواحنا
على زنزانة السجان
كتبنا حكاياتنا
ماذا حل بنا ؟
أتعلم يا أبي ، ماذا حل بنا؟
هنا أصوات
لتبادل خطابات السلام
وأنا أموت حيا
بين ثنايا المرض أعوام
هناك كان شعبي
وهنا كان شعبي
هنا أعلن موتي
وهناك يغص صوتي
ماذا حل بنا ؟
أتعلم يا أبي ، ماذا حل بنا؟
أكتب وصية معجَة بالحنين لكل ما مضى
اعتقلنا تعذبنا حرمنا
قتلنا ثم تمردنا هنا
بدَل أحلامي هذا المكان
لكن لم يقتلني هنا السجان
هنا حياة مكتظة بالغياب
يا أمي يا أختي
يا ابنتي يا محبوبتي
لم يبق هنا سوى حلم عودتي
ماذا حل بنا يا أمي؟
أتعلمين ،ماذا حل بنا؟
ماذا تريدين
من صورة في غروب الشمس
ماذا تريدين
من بزوغ كل فجر
عانقينا يا أمي ،لا تدعينا
استدرجينا، اقتلينا مرة أخرى
وأنتي تلدين فلسطين أمنا
أم محمود درويش وغسان كنفاني
أم محمد جمجوم وفؤاد حجازي
نحن نهوى الموت مرة أخرى
وأنتي تلدين حياة أولادنا
ضاقت بنا الحياة وقتلنا شنقا
أحببت ابنة كنعان ولم أراها يوما
هل أهوى ما لم أعرفه فيها
وذراعي سيدا لصورتها
ماذا حل بنا يا أمي؟
أتعلمين
ماذا حل بنا؟
عذبتنا تلك السجون وقتلتنا الحدود
عشقنا الوطن المكبل بالقيود
لا مكان هنا لهم
لا حياة هنا لهم
هنا نحن وهم هناك
كذبوا زعموا، بأنهم هنا ونحن هناك
في المنفى، وجع حنين يقتلنا
أحن لليمون يافا
أجن لجمال حيفا
أحن لبحر غزة
أجن لسور عكا
أحن أجن ،لأزقة الرملة
أحن أجن ، لكل زاوية بالضفة
نحن عشاق هنا
سيدرك السجان بأننا نموت ونبقى هنا
يا طير الحرية علق صورتنا فوق المدى
حلق بنا فالحياة والأرض لنا
كم طال بنا الغياب
وحكاية الوطن وضعناها في ألف ومائة كتاب
أنا وأخي و أختي هنا
سلبت حريتنا قتل حلمنا
خلف الأسوار باقون هنا
نحن أسرى لما نحب قتلنا في الزنازين
ولكن تعالت أصواتنا في كل حين
كم مرة سنحمل الجراح لنكتب الوصية
كم مرة سنموت لنذكِر بالأشياء المنسية
هنا أذرفت الدموع بقلبي المقهور
هنا تكبلت وسكنت خلف السور
هنا صنعنا للعودة نهار
والعزم سيكسر القيد بالانتصار
السجن الانفرادي لن يمنعني
وصوت السلاسل لن يضعفني
يا أمي لا تنتظرين أن أعود حراً
تأملي فقد أموت شهيداَ
يا عالم المليار
يا أمة المختار
لم أحزن يوما ،لولا دموع أمي لما ناديتكم
لولا أطفالي، قولوا لي من سيقبلهم ؟
سأعود يوما وسأكون مع بلادي
و أنت أيها المغتصب ستكون في مكاني
يا صهيوني يا عرة البشرية
انتظر ابني بعملية استشهادية
سيضعك قتيلا في الكوفية
سيحرر سجني بالحجارة
والإنذار سيأتيك في ثالث انتفاضة
فالعيد الذي مر بالأبواب المقفلة
سيأتي يوما ليكسر القيود المكبلة